«كان من أخصِّ ما جرى على ألسنة العرب الكِرام: الشِّعر مِلح الكلام. فهاموا به هُيامَ قيسٍ بلَيْلاه، وأقبلوا عليه إقبالَ أبي نُوَاسٍ على حُميَّاه، فخاضوا عُبابَه واستخرجوا دُرر المعاني، ونَظَموا عِقدًا لجِيد الزمان، فأصبح — بعد أن أقفرَت منهم الديار، وعفَتِ الآثار، وبعد أن عبِثَت أيدٍ بكُتبهم أيامَ الأندلسِ وبغدان — خيرَ ما يُستدَل منه على ما لهم من الفضل، بل أصبح مِرآة نرى فيها تاريخهم وعوائدهم، علاوةً على أن الشِّعر من أرقِّ ما تَصبو إليه النفوس.»